رحل عنا رمضان وهَلَّ علينا العيد، والمسلمون في اصقاع الارض شرقها وغربها وشمالها وجنوبها قد قاموا رمضان وقراوا القران ودعوا الله مخلصين عسى ان يغفر لهم ويرحمهم. وكلنا كنا نجتهد في المحافظة على صلاة القيام والتهجد، ونجتهد ما استطعنا ٍفي ان نخشع في الصلاة عسى ان يتقبل الله منا اعمالنا، وكل هدفنا ان نحظى برضا الله وعفوه وغفرانه والعتق من نيرانه في ذلك الشهر الفضيل. ولا نعلم من منا يعمر حتى رمضان القادم. ونحن في العشر الاخيرة من رمضان وفي خضم دعاءنا بان يتقبل الله منا ويعتقنا اذا بي استقبل رسالة من احد الناس على جوالي وسوف انقل القارئ منطوق تلك الرسالة. قال المرسل في رسالته: ( رايت احد الظالمين يسجد ويركع ... ثم رايته رفع يده للسماء ويطلب من الله الرحمة والعتق من النار ... ثم رايته يبكي ويتوسل من الله الرحمة!!!. فكيف يمكن لهذا الظالم ان يبكي ويتوسل وقد ابكى وقهر العباد؟؟ كيف يمكن لهذا الظالم ان يطلب من الله الرحمة والمغفرة وهو لا يرحم ولا يغفر للعباد؟؟ كيف يمكن لهذا الظالم ان يطلب العتق من النار وهو من صنع النار للعباد؟؟ لا اعتلاء على الله ... ولكنه هو الملك المهيمن القاهر فوق عباده. الا يعلم هذا الظالم ان بجواره مظلوم يدعو عليه ليل نهار ويقول (( اللهم اللعنه ... اللهم اللعنه ... اللهم اللعنه ... ولا تقبل له دعاء ولا صيام ولا قيام حتى يتوب اليك ويرفع الظلم ... ويطلب السماح ممن ظلمه ... اللهم ارنا فيه عجائب قدرتك ... اللهم لا تجعل له جنبا ينام عليه ... اللهم اجعل كيده تدميره يارب العرش العظيم)). وبالله نستعين آآآآآآمين. انتهت الرسالة.
لقد هزني حقيقة بكلامه حتى انني خشيت على نفسي ان اكون قد ظلمت احدا وانا لا اعلم. اللهم ارحمنا واغفر لهم اجمعين. ذلك الظالم كما يعتقد اخونا يستغفر الله ويدعوه وربما يهديه الله فيرفع الظلم ويطلب العفو ممن ظلمه، اذا عرف اصلا انه ظلمه. واقول لمن يعتقد انه مظلوم ان يعفو ويصفح حتى يضمن ان يصفح الله عنه هو، لان الله اكرم من عباده. هذا درس عرفته بالمصادفة وامل من الله ان يتعلم كل انسان ان دولة العدل تدوم وان كانت كافرة. و على الانسان الا يظلم اخاه الانسان حتى لا تزول عنه نعم الله التي انعم بها عليه. وان يتوخى في كل اعماله العدل والانصاف ومساعدة الناس بدلا من ايذائهم. وآمل من الله ان يقرا هذا ممن يعرف انه قد قام بعمل فيه ظلم لاحد، فيشعر بالم المظلوم وهو يعلم ماقاله الرسول عليه الصلاة والسلام ان ليس بين دعوة المظلوم وبين الله حجاب، فيعود بذلك عن ظلمه للاخرين. وعلى كل انسان ان يتجنب دعوة المظلوم. كما أُذَكِّرُ اخانا الذي يشعر بالظلم بقول الله عز وجل (...... وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) . وقوله عز وجل : :{ ومن يتق الله يجعل له مخرجًا * ويرزقه من حيث لا يحتسب }. وقوله سبحانه: { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا }. وقوله سبحانه : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (.
تم النشر في جريدة البلاد السعودية في يوم الأحد 10/10/1431هـ الموافق 19 سبتمبر 2010م