سبق ان تحدثت عن ادارة المرور في حالات سابقة وذكرت كيف يغير رجل المرور توقيت الاشارة ليخلق عملية ازدحام بدلا من ان يخفف ازدحام. ما ساتحدث عنه اليوم اسوأ من ذلك بكثير. الغريب ان ادارة المرور لا تخلو من الموظفين الاكفاء والمقتدرين وذلك ما يزيد من درجة التعجب في حدوث مثل هذه الحالات التي ساتي على ذكرها لاحقا وهي صور مؤلمة جدا لواقعنا ولمدينتنا جدة بالذات.
الصورة الاولى هي ما يعني برمي المبعثرات من العربات وهو امر اشترك في اعداده وتنظيمه امانة جدة وادارة المرور وبمشاركة القطاع الخاص واستبشر الكثير من الناس بتطبيق النظام وتفعيل ما كان مجمدا في الادراج وبرعاية سمو المحافظ. ولم تمضي ايام حتى عاد هذا المشروع حبيسا في ادراج ادارة المرور وبقيت الاعلانات فقط هي المحرك والرادع لفترة من الزمن، وبعد ان بدأت عملية الانضباط عادت عملية الانفلات مرة ثانية. فهل يعطينا المرور سبب للاهمال وامل بالعودة الى التطبيق؟ الصورة الثانية وجود اخطر تقاطع في جدة شرق كبري فلسطين مع تقاطع الحرمين، اهملته الامانة واكد هذا الاهمال ودعمه المرور لانه لم تسيل فيه الدماء حتى الان. فهل لا نتعلم الا بالدماء ام انه لابد ان يتدخل امير المنطقة ؟ هل لا يتم العمل الا بالقوة؟ الصورة الثالثة وهي ايضا تتعلق بامر يتحمل مسؤوليته الامانة والمرور معا. فالحاويات التي تقع في قارعة الطريق، وعلى مايسمى في نظام المرور جهة المسار السريع، اي في وسط الطريق. وبالاصح بجوار الجزيرة الوسطية. اذا كان هناك موظفا مهملا في الامانة لم يقم بمعالجة ذلك الامر فاين دور المرور في حماية ارواح الناس؟ ام يريد المرور ان تسيل الدماء وبعدها يصبح الامر من شان قسم الحوادث في الشرطة والعملية تستمر سايبة بلا راعي؟ او انه من السهل جعل الامانة شماعة تتحمل اخطاء الاخرين؟ اين دور المرور في التنسيق مع الامانة وفرض حماية الانسان وحماية الطرق والحركة المرورية؟ اين حقوق الانسان؟ ام انها لدينا في المملكة مجرد زينة وقلادة نعلقها ليسخر منا بها الاخرون؟ الصورة الرابعة هي وقوف العربات وقوفا للتسوق او غيره على قارعة الطريق وهنا لا يمكن تعليق المشكلة على الشماعة ( عفوا اقصد الامانة). يعني ان سائقي العربات يرون انه لا فرق بان تكون في قارعة الطريق حاوية او عربة. وبعدها حسب نظام الدية اذا وقع الحادث فسيذهب صاحب تلك العربية ضحية لغبائه في الوقوف الخاطئ وهو (ربما) لا يعلم، لانه لا يوجد من يطبق النظام المروري الا بعد ان تحدث الكارثة. يعني احنا تعودنا ان نتعلم فقط من الكوارث، ثم نبحث عن الضحايا وعلى من نلقي اللوم. ليس ذلك فحسب بل نجد في كثير من الاحيان ان العربات لا تقف في الطريق بجانب الجزيرة الوسطية بل تقف فوق الجزيرة الوسطية. علق احد الزملاء من خارج جدة بقوله ( لذلك يسمونها جدة غير، لان هذه الصورة لا توجد في اي مكان اخر غير جدة). الصورة الخامسة هي الوقوف ام بعض المحلات التجارية مثل البيك وريدان وقصور الافراح والفنادق. واين دور المرور في ايقاف هذا السلوك المعتدي على حرية الانسان وحقوقه؟ اعتقد خمس صور قبيحة تكفي.
ماذا يريدنا ان نفهم اخوتنا في ادارة المرور؟ هل يريدوننا ان نفهم ان امورنا سايبة؟ اتمنى الا يكون ذلك صحيحا، واتمنى ان ارى حراكا يوقف هذه الاخطاء والصور المرورية السيئة جدا. ولا احتاج ولا يحتاج غيري ان يكتب عن صور سيئة اخرى. على ادارة المرور ان تبتعد عن صورة الباحث عن تغريم الناس ورفع مستوى الجباية عن طريق التصيد ب ( ساهر)، وليجعلوا الاصلاح وحماية الناس هدفهم، وكفانا فوضى. تعبنا.. تعبنا.. تعبنا.. من رمي المسؤولية والتبعية على الاخرين، وعلى المرور التنسيق مع الامانة بطريقة افضل واداء ينعكس على حياة الناس بايجابية. الاحترام للادارة لا ياتي باستعراض القوة وبالبدلة العسكرية، فقد باءت تلك الفكرة بالفشل الذريع في تفشي ظاهرة الربيع العربي بوجود البيئة الفاسدة المناسبة لذلك ( ربما المخططة من الخارج احيانا)، وعلى الادارة ان تبحث عن الاحترام بالاداء المتميز وتحقيق راحة الناس وغاياتهم، وعدم اعطاء الفرصة للحاسدين باستهدافنا.